كاتب المقال : أ. د. أحمد مهدي مصطفى كُتِب في : 24/11/ إن من أهم وظائف المدرسة، تحقيق النمو المتكامل لشخصية التلميذ معرفياً، ووجدانياً ومهارياًً.
ومن ثم فعلى المدرسة أن تعلم التلميذ كيف يفكر، كيف يكون باحثاًً عن المعلومات لا مستقبلاًً لها فحسب فلا يجب أن يقتصر دورها على تلقين المعلومات والمعارف بل يجب أن تتجاوز ذلك بضرورة الاهتمام بتنمية الجوانب المختلفة في شخصية الفرد ليصبح قادراًً على التعلم والابتكار.
ويعتبر التلاميذ المتفوقين عقلياًً ثروة بشرية يجب أن نعمل على استثماراها لتحقيق النفع وخدمة المجتمع، فالاهتمام بالمتفوقين عقلياًً أصبح ضرورة تحتمها ظروف المجتمعات المعاصرة.
ويعتبر التفكير الإبداعي -كأحد مكونات الجانب المعرفي- أحد السمات الرئيسية المميزة للطلاب المتفوقين، وكذلك فإن حب الاستطلاع والدافع المعرفي يعتبران من السمات الوجدانية المميزة لهؤلاء الطلاب.
وقد توصل كاتب هذا المقال في دراسة عملية له إلى أن اختلاف بيئة التعلم يؤدي إلى فروق في حب الاستطلاع والابتكار، فالنظام المدرسي الذي يتميز بالاهتمام بتنمية نشاطات التلميذ المختلفة وعدم قصر الاهتمام على الجانب المعرفي وحده وإهمال الجوانب الأخرى مثل شخصية التلميذ، واستخدام الكثير من الاستراتيجيات التي تتضمن تشجيع التلاميذ على حب الاستطلاع والابتكار، هذا بالإضافة إلى قلة أعداد التلاميذ داخل الفصول –ذلك كله- من الأمور التي تساعد على نمو حب الاستطلاع والابتكار داخل النظام المدرسي ككل .
ووفقاًً لهذا فإن التعلم يحدث على بصيرة، ويكون ذاتي التحديد عندما يضع انفعالات المتعلمين في الحسبان خلال عمليتي التعليم والتقويم.
ويمكن للقيادة في المدرسة المبدعة القيام بدور هام من خلال ما يلي :§ تدعيم المنهج القائم على التفكير والذي يكامل بين المحتوى والعملية والأهداف والذي يعمل على اندماج الطلاب في التعامل مع مهام العالم الواقعية .
§ التأكيد على التعلم التعاوني، وجعل الطلاب يتحملون قدراًً من المسئولية في وضع أهداف الموقف التعليمي، وتصميم مهام التعلم، وتقويم مدى ما حققوه من تقدم فيما يقومون به من أعمال.
§ النظرة إلى التقويم على أنه عملية متعددة الأبعاد وتزويد كل من الطلاب والمعلمين بتغذية راجعة مستمرة.
§ زيادة انتباه الطلاب إلى ماذا وكيف يتعلمون؟ وتوجيه هيئة المدرسة إلى تدعيم ما يتعلمه الطلاب.
ومن أهم واجبات القيادة المدرسية في ظل المدرسة المبدعة تكوين اتجاهات وإدراكات إيجابية عن التعلم وذلك بتوفير بيئة دراسية آمنة ومرتبة تؤكد على ما يلي :
– مساعدة التلاميذ على استخدام المعلومات بصورة ذات معنى عن طريق الاختراع.
– مساعدة التلاميذ على تنمية مهارات وعادات التفكير الإبتكاري.
– مساعدة التلاميذ على تنمية مهارات وعادات التفكير الناقد.
وتكون القيادة المدرسية داعمة للطلاب عندما تدفع أداء هؤلاء الطلاب إلى مستوى أعلى وأكثر فعالية عن طريق الاهتمام بالنواحي الشخصية والانفعالية لهم .
وتركز القيادة المدرسية المبدعة على تدعيم المهارات الأكاديمية الأساسية للطلاب والتركيز على المستوى الأعلى لمهارات التفكير العليا، والمسئولية الاجتماعية والمشاركة المجتمعة، كما تهتم القيادة المدرسية المبدعة بإتاحة الفرصة للطلاب بالمشاركة في الأنشطة المختلفة مثل التعبير الفني، والتحليلي الرياضي، والرسم والأنشطة الرياضية المختلفة .
ويمكن للقيادة المدرسية المبدعة أن تلعب دوراًً مهماًً في تنمية الإبداع على النحو التالي:
1- توظيف ما أمكن من الوسائل الحسية داخل المدرسة، وخارجها وذلك من خلال أسئلة تثير تفكير التلاميذ وخيالهم لما يمكن أن تكون عليه هذه الوسائل في المستقبل.
2- توفير الفرص المناسبة لكي يوظف التلاميذ ما لديهم من خيال علمي من خلال بعض الأنشطة التي تهدف إلى ذلك، ففي كثير من الأحيان يمكن للمعلم أن يطلب من تلاميذه تصور ما يمكن أن تكون عليه السيارة أو القطار أو الطائرة مستقبلاً، ومن ثم تجري مناقشة هذه التصورات داخل غرفة الصف، كما أن مجرد توجيه أنظار التلاميذ نحو التخيل والتصور يجعلهم يعيدون النظر في كثير من الأشياء من حولهم، فهم لا يكتفون بتصور ما يكلفهم به المعلم، ولكنهم يذهبون بخيالهم إلى المزيد من الوسائل الحياتية، كالاتصالات، أنماط المعيشة وشكل المنزل، وطريقة الدراسة، والكتب المدرسية، والأقلام التي يكتبون بها، والورق المستخدم حالياً، وكيف ستكون عليه مستقبلاًً، فل هذه الوسائل يمكن أن تخضع لخيال التلاميذ، الأمر الذي ينمي قدرتهم على الإبداع.
3- يمكن للمدرسة إنشاء نوادي أو جمعيات علمية تقوم على ممارسة التلاميذ للعديد من الأنشطة العملية اللاصفية، مثل جمع العينات والنماذج والأجهزة والأدوات القديمة، والتدريب على فكها وتركيبها، وكذلك صناعة بعض الأجهزة البسيطة من خامات البيئة، والمتعلم عندما يمارس هذه الأنشطة تنمو قدراته على التصور والإبداع، لأنه يأتي بأشياء لم يسبقه إليها أحد من التلاميذ، وفي هذا إبداع، والإبداع لا يتم إلا عن طريق توظيف الخيال.
4- حث التلاميذ على المطالعة العلمية وزيادة ثقافتهم من خلال الإطلاع على الكتب العلمية والمقالات والنشرات التي تصدر في المدرسة والمجتمع.
5- يمكن للمدرسة تشجيع التلاميذ على الإبداع عن طريق تنظيم الرحلات الميدانية للمؤسسات التعليمية والنوادي التي ترعاها الدولة مثل زيادة محطة للأقمار الصناعية أو محطة الإذاعة والتلفزيون، أو المصانع التي تنتج المواد الغذائية فإن هذه الزيارات تؤثر أيضاًً على تخيل التلاميذ لكيفية أداء هذه الأجهزة والأدوات لوظائفها التي من المتوقع أن تتطور يوماًً بعد يوم