إن التعامل مع هذه الظاهره انما يحيلنا الى المفهوم عبر تمظهراته.
ان كلمة (عنف) كلمه غير ساكنه كلمه محتدمه وجارحه وتحمل سمات
متناقضه ظاهريا . ولكن ذلك لا يجعلنا نبحر باتجاه النوايا الحسنه التي تغلق
هذه الظاهره المنفلته من عقالها والتي تكسبها الرؤيا المضاده بعدا لا شرعيا
يستند بالدرجه الاساس الى تاريخ طويل من العلاقه القائمه على مبدأ القراءه
المخالفه والمضاده في العالم .
و تقف خلف كل سلوك جملة دوافع وعوامل تفسر أسباباً كامنة تعلل انتهاج السلوك المعين. وظاهرة التطرف والعنف لها أسبابها ودوافعها وعلينا تحديدها بشكل واضح للوصول إلى جوهر الحلول وجذورها، ولا شك أننا سنكون في حالة إرباك إذا لم نعرف حقاً الأسباب التي تدفعنا وتسيرنا، من هنا علينا تحاشي الأحكام المتسرعة لظاهرة العنف.
وهي من أهم الظواهر التي تؤثر سلبياً في بناء الفرد والمجتمع على السواء والتي أصبحت في أيامنا جزءاً لا يتجزأ من مجموع السلوكيات في الحياة اليومية والتي تظهر في غالبية جوانب الحياة , في العائلة, في العمل, في المؤسسات على أنواعها وبضمنها مؤسسات التربية والتعليم والأماكن العامة وغيرها.
هذه الظاهرة هي ظاهره العنف التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا وإن كانت تلبس أوجه مختلفة ومتنوعة فهي في ماهيتها متشابهة وتظهر كرد فعل سلبي وتكون موجهة إلى الفرد نفسه أو إلى الغير أو للاتجاهين معاً .
أسباب العنف ودوافعه كثيرة وهي تنحدر من مصادر شعورية و/أو عقلانية .
ولما لهذه الظاهرة من تأثير ومخاطر فأن المجتمعات ترفضها وتولي الأهمية لمعالجتها ومحاربتها ونـحن بدورنـا نتكاتف سويـة كمجتمع متحضر للعمل على منع العنف في جميع جوانب حياتنا
البيت وألاهل من خلال دورهم في تربيه أولادهم يهتمون ببناء أفراد صالحين يتعاملون فيما بينهم ومع الآخرين وفي المجتمع من منطلق التسامح وعدم العنف. فالمدرسة وما لها من دور كبير في تنشئة الطلاب ــــ أجيال المستقبل وهي المسؤولة عن تطور هذه الأجيال , تهتم من خلال التربية والتعليم بأن ينشأ جيل وأجيال تتعامل بالمحبة والتعاون والتفاهم وينطلقون في أداء أدوارهم في مواقع مختلفة من الحياة وهم يتمتعون بالقيم السامية ويتحلون بالأخلاق الحميدة.
من هذا المنطلق نرى أن المدرسة والبيت شركاء في تنمية هذه الأجيال وتضع نصب أعينها وفي مقدمة أولوياتها أن يتخرج من بين جنباتها رجال ونساء, أعضاء نافعون صالحون , يتعاملون في مجالات حياتهم بالأخلاق الحميدة ويرفضون العنف .
والله ولي التوفيق
………………………………………….. …………………………………………
عزت راجع – أصول علم النفس ، دار القلم ، بيروت
1
الموضوع :-
في البداية لا بد لنا من ان نقول ان العنف يعد ظاهره اجتماعيه ولكن هل هو
ظاهره اجتماعيه ام انه ظاهره لغويه ونفسيه وعضويه .
ان الحديث عن العنف على اعتباره ظاهره اجتماعيه قائمه بحد ذاتها خارج
هذه الدائره الثلاثيه انما يوقعنا في وهم التجريد.
فالعنف ظاهره عدميه محضه تستند على المغالطه في وجهات النظر والامعان
في تدمير الاخر . من خلال تجاوزه وفق قبليه غير عقلانيه .تعتبر هي المحور
الاساس لتنميه هذه الظاهره التي تزدهر في الذات المغلقه . التي تدور حول
نفسها من اجل اذابة الاخر في ادارة واحده منفعله ومشوشه ولا ترى نفسها
الا من خلال فعل التدمير . فلو اخذنا ظاهرة العنف في الادب مثلا لوجدنا انه يستند
على القراءه المغالطه للاخر ولوجدنا ان الادب يكتب عبر هذه الاليه .
هكذا يبدو الحال في الملاحم وفي الكتب البدائيه التفسيريه للعالم وهكذا هو الحال
بالنسبه للكتب العظيمه فهي تكاد تكون وليدة لهذه الحاضنه ابتداءا من
هوميروس وفرجيل و دانتي و ملاحم وادي الرافدين وانتهاءا بشكسبير و ملتون
ديدرو و فولتير و دستويفسكي و تولستوي و جيمس جويس و فوكنر ……الخ..
في الواقع ان الاعمال الادبيه كلها خرجت من مفهوم العنف حتى وان كانت تحمل
وجهة نظر مضاده ومغايره ومع ذلك يفترض لهذه الظاهره ان تتحرر بشكل سلمي
. العنف تمثل لا يتحقق الا بواسطة تحرره من( الانا )التي تقابلها (انا) اخرى
تطردها . وهو يدل على التناقض الظاهري . الجلاد والضحيه لا تتماثل الا نادرا
وذلك حين يتم تبادل الادوار وطالما ان هكذا اليه غير موجوده هنا فليس من حقنا
راهنا على اقل تقدير ان نؤيد العجله لهكذا نوع من الفهم … العنف ضاهرة سلبية وما تغرس الندامة …
عن عائشة – رضي الله عنها – أن يهود أتوا النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: السام عليكم. فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال – صلى الله عليه وسلم -: " مهلا ياعائشة، عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش". قالت: أولم تسمع ما قالوا ؟ قال: " ألم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في . (البخاري ومسلم)
هكذا يعلمنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – الابتعاد عن العنف واللجوء إلى الرفق في الأمور كلها: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه".
إن العنف في معاملة الناس يولد عندهم رغبة في الانتقام متى سنحت الفرصة، بخلاف الرفق الذي يتسبب في تأليف القلوب، وتطويع الناس…وهذا الي لفت انتباهي اليوم عندما كنت باحد المستشفيات للاسف واقولها بكل الم هذي الي تدعي انها ملاك الرحمة وانها وانها …تعامل طفلا لا يتجاوز عمره ال 7 سنوات بكل فضاضة وقسوة…فما كانت ردة الطفل الا برد اكثر قسوة وعنف اكبر..
لو نلاحظ من يعش بين الناس محروما من الرفق، متصفا بالعنف محروم من الخير كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
إن العنف شين خلقي، وظاهرة قبيحة تؤدي إلى شيوع الأحقاد والعداوات، كما أنه يبعث في النفوس الرغبة في التحدي والعناد، وعدم الاستجابة للمطلوب منها، وإن كان المطلوب حقا وخيرًا. إن العنف في معالجة الآلة يكسرها، وفي مقارعة الخطوب يحطم الطاقات، ويدمر القوى ..