ينجذب الأطفال للرياضة كانجذاب البط للماء، فبمجرد أن يتعلم الطفل المشي يبدأ في الجري وراء الكرة، يتسابق مع نفسه، يحاول القفز في حمام السباحة، ويحاول جاهداً ركوب العجلة، فكثير من الآباء يتجاهلون ممارسة أطفالهم للرياضة ويركزون على ترفيه ولعب الطفل فقط، لكن من المهم أن يعرف الآباء أن كثيرا من الأبحاث أثبتت أن الطفل يستطيع أن يحقق نتائج دراسية أفضل إذا كانت لياقته البدنية مرتفعة.
إن اشتراك الطفل في رياضة معينة لا يؤدي فقط إلى إسعاده والحفاظ على صحته لكن أيضاً يعلمه أهمية تحديد الهدف، المبادرة، الالتزام، والعمل وسط فريق، وبما أن هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من السمنة، فإن الرياضة لن تساعد فقط في تقليل وزنهم، ولكنها ستساعد أيضاً على بناء جسده والحفاظ على العظام، والمفاصل، والعضلات.
متى يكون مستعد ا
——————–
إن تحديد ما إذا كان طفلك مستعداً بعد أم لا لممارسة الرياضة يتوقف على سنه ومدى نضجه سواء الجسدي أو النفسي، أي مدى قدرته على العمل في فريق واتباع التوجيهات بالإضافة إلى قدرته على تحديد اهتماماته. بعض الأطفال ينضجون قبل غيرهم ويجب عليكما كأبوين أن تدركا ذلك وتضعاه في الاعتبار، إذاً ما قد يناسب ابن صديقتك قد لا يكون بالضرورة مناسباً لطفلك، الرياضة لا تعني بالنسبة للطفل أكثر من مكان آمن يلعب فيه ثم تركه يفعل ما يريد».
في سن 3 سنوات، يمكن أن يبدأ الطفل في الاشتراك في رياضة معينة ولكن ليست الرياضات المنظمة التي تعتمد على المنافسة، يمكن أن يمارس الطفل في هذه السن ركوب الدراجات، الرقص، الجري، والقيام ببعض تمرينات الجمباز، في سن 5 سنوات غالباً ما سيكون طفلك قادراً على القذف، اللقف، الجري، والقفز، لكن غالباً ما سيجد صعوبة في متابعة الأشياء وتقدير المسافات، أو حتى لقف الكرة جيداً، هذه السن مناسبة أيضاً لكي يبدأ طفلك في تعلم السباحة.
كيف أعرف الرياضة المناسبة لطفلي؟
—————————————-
اجعلي طفلك يختار حتى لو كان طفلك صغيراً، ابحثي عن دلالات تساعدك على تحديد ما يستمتع به، لاحظي كيف يقضي وقت فراغه في البيت، هل يستمتع بالنط والتسلق وعمل حركات مثل حركات الجمباز أم هل يفضل الأنشطة التي تمارس خارج البيت مثل السباحة واللعب بالكرة؟
الأبوان يجب أن يتركا طفلهما يجرب عدة أنشطة إلى أن يستطيع تحديد النشاط الذي يفضله، فلا يولد كل الأطفال محبين للرياضة، لكن يتمتع كل طفل بمهارة معينة يجب أن نحاول اكتشافها. اتركي طفلك يجرب وكوني صبورة إذا وجد صعوبة في اختيار رياضة معينة أو الالتزام بها، فكثيراً ما يحتاج الأمر لعدة تجارب. إذا بدا أن طفلك لا يحب الرياضة، يجب ألا تقلقي طالما أنه غير مستكن ويلعب ويتحرك.
هل يشترك في أكثر من رياضة؟
———————————–
قطعاً! الطفولة هي الوقت المناسب للتحدي والاكتشاف. إن اشتراك الطفل في أنشطة مختلفة سيساعد على تنمية عدة مهارات واهتمامات لديه وهو عادةً ما يجعل الطفل يستمتع أكثر بالرياضة، لكن لا تبالغي في الأمر. فاشتراك طفلك في أنشطة أكثر من اللازم قد يكون له أثر سلبي عليه. تأكدي من توفر الوقت الكافي للقيام بواجباته المدرسية والمذاكرة، قضاء وقت مع الأسرة، وحتى لمجرد الاستمتاع بطفولته.
رياضة أولاد ورياضة بنات
——————————-
في السن الصغيرة، لا توجد رياضة خاصة بالأولاد وأخرى خاصة بالبنات. إذا أرادت طفلتك أن تلعب كرة قدم أو إذا أراد طفلك أن يلعب جمباز، اتركيهما يفعلان ما يريدان. اجعلي طفلك أو طفلتك يفهمان أنه أياً كانت الرياضة التي يختارانها فأنت تساندينهما.
هكذا تشجعين طفلك
———————
صوري طفلك أثناء ممارسته الرياضة، كبري الصورة وبروزيها، وكوني فخورة بها.
قومي بتوصيله وخذيه من التمرين.
احضري التمرين لتشاهديه.
كوني قدوة إيجابية لطفلك وخذيه معك إلى الجيم أو عند ممارستك لرياضتك المفضلة.
ركزي على المتعة واللياقة بدلاً من المنافسة والرشاقة.
تجنبي التعليق على وزن طفلك أو شكل جسمه.
أحبي طفلك وسانديه كما هو.
امدحيه
تذكري أن تؤكدي لطفلك أهمية الصحة العقلية والصحة البدنية، ووضحي له أن الأنشطة البدنية جزء هام في حياته اليومية. إذا وفرت لطفلك المساندة المطلوبة وكنت قدوة إيجابية له وسمحت له بالاختيار من بين عدة رياضات يمكن أن تساعديه على اكتساب عادات جيدة تستمر معه مدى الحياة .