فالقسوة والانزعاج والتذبذب في إصدار القرارات يحدث نوبات الغضب لطفلك والتوتر لك.
اخرجي العقاب الجسدي من طرق تعليم النظام، ومن حياة الطفل بصفة عامة فهو قد يجعله يتوقف عن المشاكل في التو ولكن التهذيب لن يحدث على المدى الطويل. فالعقاب الجسدي لا يؤلم فقط بل يؤذي نفسياً ويجعل طفلك مستاءً ومتوتراً لأنه لا يعرف لماذا أفرغت غضبك فيه.
في المرة القادمة إذا ألقى بالأكل على الأرض ونثره فوق السجاد أو عض الطفل الذي جاء لزيارته، خذي نفساً عميقاً ونفذي النصائح التالية لتشجعي طفلك على النظام بإيجابية:
*تذكري أن طفلك الذي لم يبغ العامين لا يفهم دائماً الخطأ الذي صنعه، فإذا صرخت في وجهه سوف يبكي ولن يفهم. من الأفضل أن تقولي ( لا ) لا تفعل هذا وتبعديه عما يفعل، فهو قادر على تعلم معنى ( لا) قبل أن يتعلم معنى ( لماذا ) ؟
* انظري إلى الأحداث من مستوى تفكير الطفل، فإذا أخرج الطعام من صحنه فجأة ثم ألقى به على الأرض. توقفي وفكري لماذا فعل ذلك ؟ فقد تكونين قد شرحت له منذ أيام كيف يخرج المكعبات من غلافها، وقد يكون يتدرب على إخراج الأشياء من أماكنها ( الطعام من الصحن ).
* تفهمي أن صغيرك يفعل فقط الأشياء التي يريدها وإذا دخلت معه معركة في الغالب ستخسرينها لأنه لا يستمع إلا لما يريد، وبدلاً من الدخول في مشادة لتنظيم اللعب، فكري في طريقة تجعله يحب هذا التنظيم وجربي أن تكون الأوامر في شكل لعب، كأن تقولي – مثلاً – هل يمكنك جمع كل هذه اللعب قبل أن أصل إلى العدد 10. هذا افضل من إعطاء الأمر وانتظار التنفيذ.
*جربي أسلوب التدعيم بدلاً من العقاب، فعندما تنتاب طفلك نوبة غضب تكون النصيحة أن تضعيه في غرفته حتى ينتهي من الغضب، ولكنه يحتاج أحيانا أثناء الغضب لتدعيمك وتأثيرك وسيطرتك. فهذه التصرفات تمده بالعون وتعينه على الخروج من نوبة الغضب ، إذا شعرت أنه يريد أن يبكي وهو في حضنك احتضنيه واجلسي معه حتى ينتهي من نوبة الغضب بدلاً أن تطلبي منه أن يذهب لغرفته .
*علمي طفلك المهارات الاجتماعية، ويمكنك البدء في هذا عندما يكون متعاوناً وإيجابياً، والمكافأة لا تعني دائماً تقديم شيء مادي فالصغير يسعد بابتسامة رضاً منك وكلمة مدح جميلة وحضن مشمول بالحنان.
* قدمي له المثل الصحيح: طفلك يتعلم منك التصرفات السليمة التي تسلكينها تجاهه وتجاه الآخرين، فإذا أردت منه أن يساعدك في ترتيب الغرفة قدمي له المثل بمساعدتك له، وإذا أخطأت في حقه اعترفي بالخطأ ليتعلم أن الاعتراف بالخطأ أفضل من إخفاءه بسبب الخوف.
*استخدمي الشرح الإيجابي، فإذا أردت منه أن يرتدي جواربه – مثلاً – اشرحي له كيف يفعل ذلك وقولي ( يجب أن يكون هكذا ) بدلاً من الانتظار إلى أن ينتهي من ارتدائه بطريقة خاطئة ثم تقولين ( لا ليس هكذا ) واستخدمي دائماً كلمات مثل (نعم هكذا حسن، هيا اكمل ما تفعله ) بدلاً من كلمات مثل ( لا، توقف عن ذلك ) .
*إذا وضعت حدوداً وقواعد ثابتة للسلوك اليومي تمسكي بها ولا تتراجعي عنها، وتأكدي أن زوجك يعرف هذه الحدود ويتمسك بها لأنه إذا سمح للطفل بما تمنعينه أنت عنه فسوف يتشتت ذهن الطفل ولا يعرف من الذي يجب أن يثق برأيه.
* العالم كبير ومحير والطفل يحتاج إلى وقت طويل ليفهم معنى التهذيب والسلوك الإيجابي الذي تريدينه، فإذا لم يستجب لك حاولي أن تدخلي معه في مساومة بسيطة، وعلى سبيل المثال: إذا قلت ( هذا وقت النوم ) وهو مشغول في لعبته ويريد أن ينتهي منها، اتركي له بعض الوقت وقولي له ( أمامك خمس دقائق لتنتهي منها ).
تعاملي مع طفلك برفق ولين وتأكدي من انه ليس ماكينة تسير كما ترغبين دون أي خطأ، فهو يكبر ويتعلم ويخطئ ويصحح خطأه، فشجعيه دائماً على السلوك الإيجابي الذي يجعله محبوباً من الناس وامنحيه دعمك، واشرحي له كل شيء بالتفصيل ليتفهم الأمور ويتحمل المسؤولية.