تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نعبير عن كيف نفكر في العلاقة بين العلم والدين ؟

نعبير عن كيف نفكر في العلاقة بين العلم والدين ؟

كيف نفكر في العلاقة بين العلم والدين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال طرحه العلامة طه عبد الرحمن حفظه الله. وأجاب عليه باقتضاب ونحن نلخص ما قال .
هناك ثلاثة أنماط معروفة مقلدة للعلاقة بين العلم والدين.
أن بينهما تناقضاً ، ينتهي بانتصار العلم .( صرف الدين).
أن بينهما تمايزاً لا تناقضاً فما يشتغل به العلم لا يشتغل به الدين ، فالعلم له ضوابط المعرفة والحقيقة . والدين موضوعه الشعور والحدس .فالعلم مبني على التدليل العقلي والدين مبني على التسليم القلبي . فقررت بذلك ان العلم شأن العلماء والدين شأن العوام .( تقديم العلم على الدين).
أن بينهما تبايناً لا تناقضاً ، فكلاهما يتناول ما يتناوله الآخر ولكن من بغير الوجه الذي يتناوله به ، فمتعلقهما واحد ووجه التعلق مختلف .( جعل العلم في مرتبة الدين) .
ما هو السبيل للخروج من هذا التقليد؟
يكون برفع الاستغلاق الذي وقعنا تحته بسبب تصورين خاطئين منقولين عن غيرنا.
اختزال العلم في العلوم الطبيعية.
اختزال الدين في أحوال الإيمان.
ولأنه لا يمكننا أن نختزل العلم في علوم الطبيعة بسبب :
مبدأ تعدد مراتب العقل، والذي يقرر أن للعقل رتبا متفاوتة تتعقل بالعلم على قدره في كل رتبة ، فكل رتبة فوقها رتبة ، وإلى أن نصل إلى العقل الصحيح .وبذلك نفهم أن العلم أو سع من يستوعبه العلم الطبيعي وحده.
مبدأ استكمال العلم ، فكل علم يطلب كماله من العلم الذي فوقه ولما كانت الآفات والحدود مستولية على كل علم علمنا أن العلم الطبيعي لا تذهب عنه آفاته إلا باستكماله من علم غير طبيعي .
ولأننا لا يمكننا أن نختزل الدين في أحوال الإيمان بسببك
مبدأ تعدد شعب الحياة ، ولأن أهم سؤال يجيب عنه الدين هو كيف أحيا فيقول هو الحياة الطيبة . ولما كانت شعب الحياة لا تقل عن ثلاث شعب (الإيمان ، العلم ، العمل ) نعلم أن الدين أوسع من أن تستوعبه حال الإيمان لوحدها .
مبدأ استكمال الشعبة . ذلك ان شعب الحياة الطيبة متعلقاتها متعددة وحاجاتها كثيرة ، فلا بد إذن أن تبق الشعب موصولة بغيرها علميه وعمليه وإيمانيه.
ويترتب على الذي قررناه عدة نتائج :
أن العلاقة بين العلم والدين علاقة تداخل فيكون العلم بذلك جزء من الدين .
أن العلم ينزل رتبة أدنى من الدين ، مثله مثل الإيمان والعمل ، ومعلوم أن الجزء تابع للكل.
أن العلوم التي تكون أجزاء الدين لا تختص فقط باسم علوم الدين بل تشمل علوم الدنيا .
أن تطور العلوم لا يضيق رقعة الدين بل يوسعها ويزيدها قوة فما دام العلم جزء من الدين فهو يفتح له آفاقا جديدة وغير مسبوقة .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.