لامست موجةٌ قدمي صبا بلطف، وجعلتها تنتبه من شرودها، وجلست كي تراقب مدّ الموج وجزره، اقتربت أكثر حيث تلطمها الموجات المتلاحقة، أدهشها هسيس الموج فوق الرّمل في تقدمّه وتراجعه، وتساءلت: "ماذا يقول البحر للرمل، وماذا يقول الرّمل لـه؟". وخطر لها أن تكتب اسمها في دفتر الشاطئ: كتبت (صبا) جاءت يد البحر ومحتها، أعادت صبا الكتابة، امتدّتْ يدُ البحر مرّة أخرى ومحتها، لعبت صبا مع البحر طويلاً، بَنَتْ بيتاً كبيراً من الرّمل، وجعلت لـه سوراً من الرّمل أيضاً لكن البحر أرسل موجةً كبيرة هدمت لها البيت والسّور، لم تستسلم صبا بل أعادت بناء البيت الرّملي والسور أيضاً، لكن هذه المرة، في مكان بعيد عن يد البحر وعندما أنهت بناء بيتها الرّملي نفضت يديها من آثار الرّمل وقالت موجهة كلامها إلى البحر: "هيه.. لا يمكنك هدم بيتي هذه المرّة" كانت الأمواج تركض وتركض، لكنها لم تصل إلى البيت الذي بنته صبا، كانت صبا سعيدة لقد لعبت مع البحر طويلاً.