تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رعاية التفكير لدى الأطفال في البيت و المدرسة

رعاية التفكير لدى الأطفال في البيت و المدرسة

  • بواسطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رعاية التفكير لدى الأطفال في البيت و المدرسة

تهدف التربية الصحيحة في البيت و المدرسة إلى رعاية جميع مظاهر نمو الطفل بحيث تمهد السبيل إلى تنشئته تنشئة سوية تستقيم ومميزات طفولته و الأهداف القريبة و البعيدة للمجتمع إلى يحيا في إطاره فعلينا إذن أن نهيئ له الجو الفكري الصالح الذي يساعده على تكوين مفاهيمه تكوينا واضحا منتظما فعالا يؤدي به إلى معالجة مشاكله بصورة قوية و إلى استمتاعه بتفكيره .
هذا ويحتاج الطفل في باكورة حياته إلى عناية فائقة في رعايتنا لتفكيره و توجيهه ولكن الاستمرار في هذا التوجيه يؤخر نمو التفكير , لذا علينا أن نتخفف من رعايتنا له عاما بعد عام لنهيئ له الجو الصالح لنموه و اعتماده على نفسه في حل مشاكله المختلفة , وأحرى بنا أن نواجه الطفل في جميع مراحل نموه بمشاكل عقلية تناسب في درجة صعوبتها مستوى نضجه , وسبب ذلك كله هو أن المشكلة التي تقل في درجة صعوبتها عن مستوى الطفل تمتحن ذكاءه و تفكيره . و المشكلة التي تعلو علوا كبيرا عن مستواه بحيث يعجز عن حلها تحول بينه و بين الاستمتاع بتفكيره لأنها تشعره بالإخفاق و الفشل , و المشكلة التي تتحدى مواهبه تحديا لا يتجاوز مستوى قدرته, تحفزه على المضي في معالجته حتى يصل بها إلى حلها المنشود فيستمتع و هو يفكر بها , ويستمتع عندما يتغلب عليها
و الطفل في مواجهته للعالم و مشاكله يسأل دائما عن كل ما يحيط به ويلح في أسئلته حتى أن بعض علماء النفس يتأثرون بهذه الظاهرة ويطلقون على الطفولة اسم مرحلة السؤال .
هذا وتبدأ هذه الأسئلة غامضة واسع النطاق عريضة الأفاق وهي في صورتها تلك لا تصلح للإجابة , علينا أن ندرسها معه و نصبر على تحليلها ثم نساعده على أن يتعلم كيف و متى يسأل , وأن نوجه أسئلته وجهة تصبح معها ضيقة محدودة في طرقها و أهدافها . و أن نقيم من أنفسنا نماذج صالحة للأسئلة الجيدة و أن ندربه على الإجابة المنطقية و القدرة على صياغة السؤال الجيد تحتاج إلى مران طويل .
فلنستعن على رعاية النمو العقلي بتربيته تربية تنحو به إلى تكوين المفاهيم و المعاني الصحيحة والى معرفة طرق التفكير و أساليبه و خطواته و إلى تهذيب أسئلته و إجاباته و إلى تشجيعه على نقده لمسالكه الفكرية و تحليله لمواقفه العقلية و تنظيمه للحقائق التي يلمسها و يراها . و لنوجه نمو تفكيره في حياتنا العائلية و مناهجنا الدراسية و نشاطنا الاجتماعي بحيث نمهد له الجو العقلي الصالح لتطوره وبحيث نحول بينه و بين مجرد جمع المعلومات و حشدها في عقله بطريقة آلية تعوق نموه الفكري الراهن و تنعكس آثارها السيئة على حياته المقبلة .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.