يعتقد البعض أن الطلاب المتفوقين لا يعانون من مشكلات نفسيةأو اجتماعية أو تربوية لأنهم لو كانوا يعانون من مشكلات لما تفوقوا أو أبدعوا لأن المشكلات تحول بينهم وبين التفوق، هذا صحيح- إلى حد ما- ولكن المتفوق يعاني عادة منظروف قد تحد من تفوقه أو تمنعه من التفوق، ونحن نشاهد كثيرا من المتفوقين يحظون بعناية ورعاية من قبل أسرهم ومدارسهم ومجتمعهم ولكن على الرغم من ذلك نجد كثيرا من الأذكياء والمبدعين يودعون في السجون ولم تشفع لهم مواهبهم من الحيلولة دونهم ودون وقوعهم فريسة لبعض المشكلات كالسرقات والمضاربات والمخدرات، وفي اعتقادي أن أمثال هؤلاء لم يحظوا بالعناية والرعاية والتوجيه، واستغلال مواهبهم في صالحهم وصالحمجتمعهم.
قد يقول قائل: أن المال يساعد الطالب على تحقيق أهدافه، وهذا القول صحيح- إلى حد ما- إذا أستغل وصرف على الوجه الصحيح صار معينا للطالب على تحقيق أهدافه المستقبلية أما ما يفعله بعض الآباء الأثرياء من الإغداق على أبنائهم بشكل عشوائ يوبدون حساب فإن الابن المراهق لا يدرك قيمة المال ويظن أن المال للمتعة فقط، ويصبح العلم عنده في الدرجة الثانية، وقد تشغله المغريات والرفقاء عن استذكار دروسه فلايجد الوقت الذي يمضيه في استذكار دروسه،وبدون حسيب أو رقيب، وبالتالي لا يستطيع أن يحقق أهدافه ويبلغ درجة التفوق، ولربما يكون متأخرا دراسيا على الرغم من قدراته العالية فبدلا أن يكون المال للنفع صار ضررا لأنهلم يصرف على الوجه الصحيح.
ومن المشكلات التي يعاني منها الطالب المتفوق انه يجدمضايقات من بعض المعلمين لاسيما المعلم غير المتمكن من المادة العلمية عندما يحرجها لطالب المتفوق بكثرة الأسئلة التي لا يجد المعلم لها جوابا مما يؤدي بالمعلم إلىكراهية هذا الطالب وقد يتلفظ عليه بألفاظ تجرح مشاعره، ولربما قد تؤدي هذه المعاملة القاسية من قبل المعلم إلى كراهية المادةالعلميةالتي يدرسها هذا المعلم. وعلى أثر ذلك قد يترك الطالب الدراسة،وقد
يؤديالاهتمام أكثرمن اللازم بالطلاب المتفوقين إلى الغرور والتباهي مما ينشأ عن ذلككراهية زملائهم لهم بسبب هذه السمة الذميمة التي تدفعهم إلى التعالي والنرجسية، لذايجب على المربين الاعتدال في الاهتمام بالطلاب المتفوقين لئلا تنشأ لديهم هذه السمةالضارة، ومن هنا كان النقد الموجه للفصول الخاصة بالمتفوقين وعزلهم عن غيرهم منبقية الطلاب الأمر الذي يدفعهم إلى الاستعلاء، وتخف حدة المنافسة بينهم إذ أن التنافس يكون على ربع الدرجة علاوة على ما يحسون به من ملل داخل هذه الفصول فلايحسون بتميزهم كما لو كانوا داخل الفصول العادية، كما أن وجود الطالب المتفوق في الفصل بين زملائه العاديين والمتأخرين يحيي جو الفصل ويخلق جوا من الحركة والنشاط فضلا أن الطلاب العاديين والمتأخرين يستفيدون فائدة عظيمة من الطلاب المتفوقين 0
يعاني الطالب المتفوق من الملل أثناء الحصة العادية وذلك عندما يكررالمعلم شرح الدرس فالطلاب سريعو الفهم يفهمونالشرح لأول وهلة ثم يبدءون بالتشاغل عن المعلم وقد يسببون الفوضى في الحصة ويكونو نعرضة للعقاب والتأنيب من قبل المعلم، لأن المعلم يكون مشغولا بالطلاب العاديين والمتأخرين دراسيا المحتاجين لتكرار الشرح.
ومن المشكلات التي يتعرض لها الطالب المتفوق الانطواء والانعزال عن الأصدقاء والزملاء والاهتمام بالاستذكار فقط ممايبعده عن الحياة العامة والتفاعل مع المجتمع مما يؤثر ذلك فيه فيما بعد عندما يتخرج وينخرط في سلك العمل الوظيفي، وبالتالي قد يواجه مشكلة عدم قدرته على التكيف مع المراجعين مما يسبب له الإحباط، وقد يفشل في عمله، وكثيرا ما نشاهد طلابا متفوقين انعزلوا عن الناس فلا نسمع لهم ذكرا، ولم يصلوا إلى مكانة مرموقة في المجتمع، بينما نجد طلاب اكان مستواهم الدراسي- إلى حد ما -متوسطا ولكنهم وصلوا إلى مراتب عليا بجرأتهم وذكائهم العاطفي وقدرتهم على التواصل مع الناس.
ومن المشكلات التي يتعرض لها الطالبالمتفوق – أيضا- أنهم غالبا ما ينجحون بسرعة أكثر من غيرهم مما يترتب على ذلك وجودهم في فصول وبين زملاء أكبر منهم سنا ومن هنا يصعب عليهم التكيف مع من يكبرونهم في السن لاختلاف اهتماماتهم عن اهتمامات زملائهم: ومن هنا ينتابهم الضيق والملل من الدراسة.
يتعرض بعض الطلاب المتفوقين إلى الغيرة من زملائهم المتأخرين دراسيا فيعمل هؤلاء على سرقة مذكراتهم ودفاترهم وسبب السراقه ودافعها الغيرة منهم ومن هنا قدتنشأ مشكلات تعوق الطالب عن تقدمه الدراسي, ولسان حال هذا الطالب الغيور انه يقول في نفسه لماذا لا أسرق مذكرات هذا الطالب حتى لا يصبح أفضل مني.
إن السلوك الجيد, والأسلوب الأمثل لرعاية هؤلاء المتفوقين أن يعزز جانب الإبداع والتفوق لديهم للمحافظة على هذا السلوك الجيد, وهذا دور المعلم ودورالأسرة, إن عدم رعاية الطالب
من قبل المدرسة والأسرة وعدم تشجيعه يدفعانه إلى خفض تفوقه, فيقول في نفسه مادمت لاأجد التشجيع من أسرتي ومن مدرستي فما لذي يدفعني إلى التفوق.
إن عدم تهيئه المنزل ليكون بيئة ملائمة للتفوق يؤثر ذلك في مستوى أداء الطالب سلبا فعدم وجود غرفه خاصة بالطالب, وعدم تنظيم وقته, وعدم وجود جدولاستذكار له, وكثرة زيارات الأسره للأقارب, أو الخروج بالأطفال للأسواق يتسبب ذلك في انخفاض مستوى الأبناء الدراسي فضلا عن تفوقهم.
إن عدم وجود مكتبه في المنزل تحوي المراجع العلمية والقصص وتعويد الطالب على القراءة منذ الصغر, وتزويد هذه المكتبةبكل جديد وكل ما يتطلبه الطالب في مراحل دراسته من كتب علميه وكمبيوتر وموسوعات علميه وأفلام وغيرها, إن عدم وجود هذه الأمور تحرم الطالب من البيئة المعرفية فتدفعه إلى التقهقر وعدم التقدم بشكل يرضى عنه الطالب نفسه أو ذويه.
ملاحظة أخيره تلاحظ على بعض الطلاب المتفوقين الذين يملكون قدرات عالية في اختبارات الذكاء المقننة هذه الملاحظة أن بعضهم يخفق في تعامله مع الناس ولا يستطيع تكوين علاقات حميمة مع من يتصل بهم فينقصه مايسمى بالذكاء العاطفي والاجتماعي على الرغم من أنه يملك قدرات عالية في الذكاء المنطقي ، لكن الذكاء المنطقي وحده لايكفي للنجاح في الحياة مادام الشخص لايملك الذكاء الانفعالي أو العاطفي ذكاء المشاعر ونحن نلاحظ في مجتمعنا أناس لايحملون شهادات عالية وبعضهم لايعرف القراءة أوالكتابة ورغما عن ذلك نجده ناجحا في حياته بعلاقاته الاجتماعية ومراعاته لمشاعر الآخرين ، وحسن تصرفه مع الغير …
القوللا يعني ذلك أن الطلاب المتفوقين إذا كانوا يعانون من مشكلات نفسيه أو اجتماعيه إنها حتما سوف تحول دونهم ودون تفوقهم بل أننا نرى ونشاهد عددا من المتفوقين لديهم ظروف صعبه من يتم أو فقر أو إعاقة فنالوا أعلى الدرجات العلمية والمكانة الاجتماعية ولم تقفهذه المشكلات عائقا أمام طريقهم بل إنهم تحدوا الصعاب ووصلوا إلى أهدافهم بالجد والمثابرةوالصبر وهذاعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لم يمنعه كف البصر أيضا من بلوغه أعلى الدرجات العلمية, وهذه هيلين كيلر كانت صماء خرساء عمياء…..وغيرهم كثير..
المشكلات التي يعاني منها الطالب المتفوق