قم حى هذى النيرات حى الحسان الخيرات
وإنما أطفالنا بيننا أكبادنا تمشى على الأرض
كيف تستطيع أن تحكم على مستقبل أمة ؟ كيف تقول أن هذه الدولة ستكون متقدمة
أو متاخرة ؟ ما مقياس ذلك كله ؟ لا شك أنك تنظر إلى الأطفال فإن كانوا
أصحاء جسماً وأذكياء عقلاً , فضلاء خلقاً حكمت على هذه الأمة أو الدولة
بالتقدم والرقى , لأن أطفال اليوم هم رجال الغد فطفل اليوم هو طبيب الغد ,
ومعلم الغد ومهندس الغد بل هو قائد الدولة فى المستقبل وكما تكونوا يولى
عليكم , وقد اهتم الدين بالأطفال , فقد اهتم باختيار الأمهات الصالحات
والأباء الكرام حتى تكون الأسرة المسلمة الكريمة , ثم أمر الوالدين
بالمحافظة على أبنائهم فى الدنيا والأخرة فقال : " يا أيها الذين أمنوا قوا
أنفسكم وأهليكم ناراً وقودوها الناس والحجارة " , وقال رسول الله ( أدبوا
أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم , وحب آل بيته , وتلاوة القرأن ) ,
وقال عمر بن الخطاب ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) ,
ولذلك اهتم العالم حديثاً بالأطفال وجعل لهم القصص الخاصة بهم والمسرحيات
والمقالات وكذلك جعل لهم حقوقاً خاصة بهم وسماها حقوق الطفل ومصر تأخذ
الآن من وصية الرسول والصحابة فى تربية الأطفال وترى كيف ربى الحسن
والحسين وكيف كان الصحابة رحماء بالأطفال وكيف بكى عمر من اجل طفل تتعجله
أمه على الفطام ليأخذ الأموال من بيت مال المسلمين , ولكن ما زال الطفل
العربى والمصرى بحاجة إلى الاهتمام والرعاية , فالتعليم فى الصغر كالنقش
على الحجر , ويجدر بنا أن نشير إلى مجهود السيدة سوزان مبارك مع أطفال مصر
ومكتبة الأسرة خير شاهد ومكتبات الطفولة فى محافظات مصر , ( إن الله لا
يضيع أجر من أحسن عملا ) .
أما المرأة : فهى نصف المجتمع وتربى النصف الآخر , والمرأة هى
عماد الرجل وملاك أمره وسر حياته فلا يستطيع الأب أن يقوم بدور الأم فى
الحنان والعطف والرضاعة ولا يستطيع أن يقوم بدور الأخت فى الأسرة فالأخت
صاحبة العطف والحنان وتحمل مسئولية والديها اكثر من الأخ , وجملة القول ان
الحياة مسرات وأحزان أما مسراتها فنحن مدينون بها للمرأة وأما احزانها فهى
التى تتولى تحويلها إلى مسرات أو تروحها عن نفوس أصحابها , ولكل ما سبق
اهتم الاسلام بالمرأة أماً . . . وأختاً . . . ابنه . . .
فقال الرسول ( استوصوا بالنساء خيراً ) وقال ( رفقاً بالقوارير ) وحفظ
الإسلام المرأة من أن توءد مثلما كان يفعل قبل الإسلام وجعل لها ميراثاً
خاصاً وملكية خاصة وتحاسب على الأعمال بالثواب أو العقاب مثلها مثل الرجل ,
فليت شعرى هل شكرنا للإسلام هذه الأفضال ؟ ! وللمرأة دور كبير فى السلم
فهى التى تعمل وأصبحت طبيبة ومهندسة معلمة . . . إلخ وكذلك وقت الحرب تمرض
وتشفى الجرحى وتتفقد أحوال الجنود , وقد أنجبت مصر الكثير من النساء
الفضليات وكذلك أنجب الإسلام ومن هؤلاء : عائشة بنت أبى بكر – أسماء بنت
أبى بكر – شجرة الدر – عائشة عبد الرحمن – ملك حفنى ناصف . . . إلخ .
وليتنا نقف جميعاً صفاً واحداً من أجل حقوق الطفل والمرأة والإهتمام بهم وبالأمهات المثاليات .
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعدت شعباً طيب الأعراق
ولا ينكر دور المرأة فى المجتمع إلا جاحد أو حقود فها هى المرأة تذهب إلى
الإنتخابات , وها هى تصبح عضوا فى مجلس الشعب ووزيرة ورئيسة للوزراء , وتلك
الأدوار العظيمة تجعل المرأة لا تهمل بيتها وتربية أولادها فهى تعلم أنها
رسالتها الأولى , فنعم المجتمع الذى تحظى فيه المرأة والطفل بحقوقهم
كاملة