تحددت سنة 1217 موعداً لبداية الحملة الخامسة، وخطط لها ان تنظلق من ميناء برنديسي الإيطالي، وكان من الملوك الذين اخذوا النذر الصليبي فريدريك الثاني الألماني واندراش (اندره) الثاني المجري ويوحنا بلا أرض الإنجليزي، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ومات البابا اينوسنت الثالث والملك الإنجليزي يوحنا بلا أرض، على التوالي، الأول في 16 يوليو والثاني في 16 أكتوبر من عام 1216. فانتقلت البابوية وقيادة تنظيم الحملة إلى البابا اونوريوس الثالث، الذي عين القاصد الرسولي في قوات الصليبيين الكاردينال بيلاجيوس من البانو. وكان الملك المجري اندرياش الثاني واسياد التحقوا به (معظمهم من جنوب ألمانيا) وصلوا ما بين يوليو واغسطس من عام 1217 إلى سبليت، ولكنهم اضطروا للانتظار بسبب عدم كفاية السفن لنقل الفيالق.
في سبتمبر 1217 اجتمعت في عكا فصائل اندرياش الثاني المجري، ليوبولد النمساوي، الدوق اوتو من ميرانو، وفصائل ملك قبرص غي دي لوزينيان، وفصائل الاسياد في سوريا ولبنان وفلسطين، ملك القدس يوحنا دي بريان، وامير انطاكية بوهيموند الرابع والاسبيتاليين والهيكليين والفرسان التوتونيين، وقدر بعض المعاصريين للأحداث (دون غياب المبالغة التي يراها البعض شديدة) اعداد المرابطين في عكا وجوارها بـ 20 الف فارس و200 الف من المشاة ! ولكن لفترة لم يحقق الصليبييون اي جديد، فالجفاف في السنوات السابقة والمجاعة لعبت دورها كما لعبت الخلافات الداخلية بين القادمين من وراء البحر الاسياد المحليين التي كان منشأها عدم رغبة الآخرين بالاخلال بالسلام مع مصر ! وتأخرت انجازات الحملة حتى وصول الفرسان من فريزيا (هولندا) والفرسان الالمان الذين تأخروا في الطريق لاشتباكهم في لشبونة في حرب ضد المسلمين ولم يصلو إلى عكا الا في 26 ابريل 1218، حيث كان اندرياش الثاني قد انسحب بقواته منذ يناير من ذات العام اقتناعا منه بعقم المشروع.
قرر الصليبييون الاستيلاء على دمياط، التي كانت بمثابة مفتاح مصر، ووصلت أولى فصائل الصليبيين إليها في 27 مايو 1218 واستمر حصارها زهاء سنه ونصف، في ربيع وصيف 1219 (منهم ليوبولد النمساوي) بسبب الاوبئة وفيضان النيل، ولكن البقية ظلت تحاصر دمياط بعناد، فعانت المدينة الجوع، مما دعى سلطان دمشق للتدخل وعرض السلطان الكامل الذي خلف والده المتوفي حديثا السلطان العادل في دمشق، عرض على الصليبيين رفع الحصار عن دمياط مقابل مملكة القدس في حدود سنة 1187 دون التخلي عن بعض القلاع وعقد صلحا لمدة 30 سنة لرفع المعاناه وانقاذ اهل دمياط في مصر، ومال أغلبية البارونات قبول هذه الشروط، ولكن تدخل نائب البابا، القاصد الرسولي الذي اضطلع بدور القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي لا يناسب رجل دين البتّة، ورفض هذا الأخير العرض. وقضت سياسته بأنه لا صلح مع "الكفار" وان عليهم فتح دمياط وباقي مصر، وفي ليلة الرابع إلى الخامس من نوفمبر عام 1219 احتل الصليبيون دمياط ونهبوها، وانقرض سكان دمياط عمليا، ولكن فرح النصر كان قصير الامد، فقد قرر الصليبيون (وان لم يكونو مجمعين) على استكمال الهجوم على المنصورة، فعرض السلطان الكامل سلطان دمشق على الصليبيين نفس العرض الأول ولكنهم رفضوا ثانية، وفي اواسط يوليو 1221 بدؤوا بالهجوم على المنصورة وفي ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل فعمل السلطان الكامل بعد هذا الرفض إلى مواجهة الصليبيين فأرسل جيش المسلمين من دمشق وقام بقطع طريق التراجع على الصليبيين وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين باعداد كبيرة فعرفوا بأنهم في مأزق، فأرسل الصليبييون إلى السلطان الكامل في دمشق طالبين الصلح معه، وقبل الكامل الصلح ادراكا منه بخطر المغول وانقاذا لمدن مصر من بطش الصليبيين، ووقع الصلح في 30 اغسطس 1221 لمدة 8 سنوات، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط، ونفذ الصليبييون ذلك في أوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية بالفشل.