1- ما هي الغدة الدرقية بالضبط؟
إنها غدة صمّاء تفرز هرمونات مسؤولة عن تنظيم الكثير من الأجهزة في الجسم. بالفعل، تؤثر الغدة الدرقية في نمو الطفل، وتنظيم حرارة الجسم، والقلب، ومستوى السكر في الدم، والعظام… وتؤدي هذه الغدة دوراً مهماً جداً في النمو العصبي عند الطفل. وكشفت الدراسات والإحصاءات أن الغدة الدرقية هي سبب رئيسي للتخلف العقلي الممكن تفاديه.
2- هل يمكن الاستغناء عنها؟
لا. فهرمونات الغدة الدرقية ضرورية للصحة، رغم أن استئصال الغدة الدرقية يصبح أمراً محتماً في بعض الحالات. وفي هذه الحالة، يحدد الطبيب طبيعة العلاج البديل والذي يكون مرتكزاً عموماً على هرمونات درقية اصطناعية.
3- هل صحيح أن تناول الهرمونات الاصطناعية خطر على المدى الطويل؟
أبداً لأن هذا العلاج هو علاج بديل للهرمونات الدرقية وليس علاجاً مكمّلاً لها. لذا، لا يوجد أي خطر لحصول فائض في الجرعة. لكن عند الكبار في السن، يوصف العلاج بطريقة تدريجية جداً لعدم توليد أية تأثيرات في القلب وتسبب مضاعفات قلبية.
4- ما هي الأمراض التي قد تحصل عند وقوع خلل في عمل الغدة الدرقية؟
هناك عدد كبير جداً من الأمراض التي قد تحصل عند وقوع خلل في عمل الغدة الدرقية. ولعل القصور الدرقي، أو قصور الغدة الدرقية، هو المشكلة الأكثر شيوعاً بحيث تتوقف الغدة الدرقية عن إفراز كمية كافية من الهرمونات، وكذلك الفرط الدرقي بحيث تفرز الغدة الدرقية كمية كبيرة جداً من الهرمونات.
5- ما هي الأعراض؟
في القصور الدرقي، يشعر الشخص بالتعب، والبرد، ويعاني من الإمساك، ويحصل تباطؤ في إيقاع القلب، وقد تحصل زيادة كبيرة في الوزن. وفي حالة الفرط الدرقي، يخفق القلب بسرعة كبيرة جداً، ويشعر الشخص بعصبية كبيرة، بدرجة مبالغ فيها أحياناً، ويميل إلى الشعور دوماً بالحرّ… وفي أغلب الأحيان، تكون المشكلة موجودة والأعراض جلية ولكن من دون أن يدرك الشخص وجود خلل في عمل الغدة الدرقية. لذا، يستحسن التحدث إلى الطبيب الذي يحدد ضرورة إجراء تحليل للدم لقياس مستوى الهرمونات في الدم.
6- ما هي العلاجات المتوافرة؟
في حال القصور الدرقي، يتم وصف هرمونات درقية اصطناعية، وتبرز الحاجة إلى تناول هذا العلاج لمدى الحياة في أغلب الأحيان. لكن في حالة الفرط الدرقي، يتم وصف مضادات درقية اصطناعية تقمع إنتاج الهرمونات. إلا أنه توجد الكثير من التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية، مثل المشاكل الدموية من نوع قلّة الكريات البيضاء (leucopenie) التي تحتّم مراقبة الدم بشكل منتظم طوال فترة العلاج. يستمر العلاج عموماً 18 شهراً. وفي حال عودة الفرط الدرقي فور التوقف عن تناول الأدوية، يقترح الطبيب عندئذ استئصال الغدة الدرقية أو معالجة الغدة باليود.
7- أي دور يؤدي اليود في عمل الغدة الدرقية؟
اليود ضروري لإنتاج الهرمونات الدرقية، ويمكن الحصول عليه عبر الطعام. وفي حال لم يحصل الجسم على كمية كافية من اليود من الأطعمة، قد يحصل تضخم في الغدة الدرقية. وتعتبر النساء الحوامل الأكثر عرضة لهذه المشكلة، إذ تتزايد احتياجات جسم المرأة إلى اليود خلال فترة الحمل. وبما أن الغدة الدرقية تتلقى الكثير من هرمونات الحمل خلال هذه الفترة، تضطر إلى العمل بكثافة أكبر. كما أن الغدة الدرقية عند الجنين تتكوّن بدءاً من الأسبوع العاشر للحمل وتبدأ بسحب اليود من الأم لإنتاج احتياطاتها الخاصة.
8- إذا كان هناك تضخم في الغدة الدرقية، هل يعني ذلك وجود مشكلة فيها؟
تضخم الغدة الدرقية هو ازدياد في حجمها. وقد يحصل هذا التضخم في حال وجود نقص في اليود (علماً أن إفراز الهرمونات الدرقية تبقى طبيعية أحياناً في هذه الحال) عند معاناة الغدة الدرقية من قصور أو فرط في العمل.
9- هل تكون أورام الغدة الدرقية خبيثة على الدوام؟
لا. فالأورام التي تنشأ على الغدة الدرقية لا تكون مرتبطة دوماً بخلل في عمل العدة، وتشير الإحصاءات إلى أن 5 في المئة فقط من الأورام خبيثة.
10- هل تؤثر البيئة في الغدة الدرقية؟
طبعاً. فمبيدات الحشرات، والتلوث البيئي، والملوثات الاصطناعية تطوقنا من كل حدب وصوب ويمكن أن تحدث اضطراباً في أيض الهرمونات الدرقية وتفضي إلى قصور درقي. وقد استنتج الباحثون والأطباء أنه بعد حادثة تشرنوبيل النووية في ثمانينات القرن العشرين، ازدادت كثيراً معدلات سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال.