تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ﴿ الأشقياء الثلاثة ﴾

﴿ الأشقياء الثلاثة ﴾

يحكى أن أسدا عجوزا كان يعيش فى أطراف الغابة وكان له
شبل صغير يعلم أن والده الذي كان يهز الغابة أصبح عجوزا
ولا يحتما الخروج بحثا عن الطعام لذا أصبح الشبل يخرج
طوال النهار يبحث عن رزقه ورزق أبية ولأنه مازال
صغيرا كان لا يستطيع سوى مطاردة الأرانب البرية
واصطيادها لتكون طعاما له ولأبيه العجوز ، وذات يوم اتفق
الثعلب والذئب والضبع على أن يضحكوا على الشبل الصغير
ويسرقون منه ما يحصل عليه من طعام ، وفى حيث قال
الثعلب

: هكذا يا أصدقائي سنحصل على طعام وفير دون
جهد أو تعب وسيكون الجهد والتعب من نصيب الشبل ويكون
الطعام من نصيبنا ٠ وفى اليوم التالي خرج الشبل كعادته
واحذ يجرى بين الأشجار إلى أن لمح أرنبا بريا يجرى هنا
وهناك بين الأعشاب ، وفجأة قفز الشبل على الأرنب
واصطاده بسهوله بالغة ثم جذبه بأسنانه وأخفاه بجوار أحدى
الأشجار العالية قبل أن ينطلق مرة أخرى بحثا عن صيد
جديد كى يعود لوالده العجوز بصيدا وفير كعادته كل يوم ،
ولم يكن يشعر بالأشقياء الثلاثة الثعلب والذئب والضبع وهم
يتسللون إلى الشجرة التي خبأ الأرنب تحتها واستخرجوه من
بين الأعشاب بسرعة وقاموا بالتهامه وهم يقولون فى سعادة
:


طعام لذيذ بدون تعب يالها من راحة ٠ وفى أثناء ذلك كان
الشبل الصغير قد اصطاد أرنبا آخر وعاد إلى مكان الأرنب
الأول كى يأخذه ويعودوا إلى عرين أبيه ولكنه شعر بالدهشة
حينما لم يجد الأرنب الأول ، وعاد الشبل إلى أبيه حزينا
فسأله الأسد فى حيرة

: مالك يا ولدى ٠٠ تبدو حزينا ؟ أجابه
الشبل في حزن
: لقد تمكنت هذا النهار من اصطياد أرنبين
وكالعادة تركت احدهم فى مكان وتابعت البحث عن صيد
جديد وحينما عدت لم أجد اى اثر للأرنب الأول
. شعر الأسد
الكبير بالحيرة من قصة ابنه ولكنه قال له فى حنان
: لا
تزعج نفسك يا حبيبي الصغير ، سنأكل هذا الأرنب الذي
أتيت به الان وستشبع وننام ٠٠ ولا بأس إن كان الطعام قليلا
اليوم
. وبدأت هذه القصة تتكرر كل يوم حتى أصبح الأمر
مثيرا للشك فبينما يتعب الشبل طوال النهار فى البحث عن
الصيد يأتي الأشقياء الثلاثة الكسالى بكل خبث كى يسرقون
ما قام الشبل الطيب بصيده ، ولم يستطع الشبل أن يصبر
أكثر من هذا فأتجه إلى والدة قائلا
: أبى انصحني فأنا احتاج
للنصيحة لأني صغير وأنت كبير تعرف الكثير
.. وأنا مازلت
ابدأ حياتى
. تطلع إليه أبيه قليلا قبل أن يقول له : يا ولدى
الحبيب أريد أن أعلمك شيئا ٠٠ إذا أراد منك احد الحيوانات
مساعده فساعده على الفور ، وإذا طلب منك احدهم طعاما
فأعطه من طعامك ٠٠ فربما يكون مريضا ولا يستطيع
الخروج للصيد ٠٠ ولكن إذا أراد احدهم أن يسرق ما تعبت
فى صيده فيجب أن تعاقبه بشدة فالسرقة أمر سيئ لا يقبله
احد
. وهنا قال الشبل الصغير فى حيرة : ماذا افعل إذا يا
أبى ؟ أجابه الأسد فى هدوء
: سنكتشف السارق غدا ٠٠ دع
الأمر لي
. وفى اليوم التالى وبعد ان اصطاد الشبل أرنب
وابتعد كى يبحث عن صيد جديد خرج الأشقياء الثلاثة من
خلف إحدى الأشجار وهجموا على الأرنب وهم يضحكون
قائلين
: كل يوم نضحك على هذا الشبل ونأخذ طعامه دون
تعب و ٠٠٠٠ لم يكمل احد منهم كلامه فقد فوجئوا بعصا
غليظة تضربهم على رؤوسهم وظهر الأسد العجوز من وراء
أحدى الأشجار وهو يصرخ فى غضب
: انكشف أمركم أيها
اللصوص سأقضى عليكم
. وهنا صرخ الأشقياء الثلاثة من
شدة الضربات وهم يقولون فى فرع وخوف
: لن نفعلها بعد
الآن ٠٠ لن نسرق ابدا ٠٠ نحن نعتذر يا ملك الغابة ولن
نكرر ما فعلناه
. وعاد الأسد إلى عرينه وقد عفا عنهم ولكن
بعد أن علمهم درسا لا ينسى ، وفى هذا اليوم عاد الشبل
سعيدا وهو يقول لأبيه
: هل تصدق يا أبى لقد وجدت الأرنب
فى مكانه هذه المرة لم يسرقه احد ابتسم الأسد فى سعادة دون
أن يخبر ابنه بما حدث ٠٠ لأنه يعلم أن العفو عند المقدرة
.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.