تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إغرسي الفكرة بطفلك بوقت طويل

إغرسي الفكرة بطفلك بوقت طويل

إغرسي الفكرة بطفلك بوقت طويل، كالشجرة تنمو راسخة
كأمهات جديدات عندما نبدأ عملية التربية نكون كالصفحة المنمقة فيها الزخارف الجميلة المرتبة،، الزخارف هي الأفكار الجميلة التي نحلم أن نزرعها في أولادنا ونربيهم عليها عندما نرزق بهم ونتخيل أنها مهمة سهلة،، حتى نصطدم بالواقع المرير، ونمر بتجارب آباءنا التى مروا فيها معنا على حسب اختلاف الأزمنة، ويبدأ الأولاد في شخبطة هذه الصفحات وملأها بالعناد والعنف الغضب، وأيضا بحب ودلال ودلع وهلم جرا..
حينها فقط نفهم لما كانت أمي تصرخ ولما كان أبي يغضب،، مرحبا بكم الآن دخلتم عالم الآباء وبدأت تتضح لكم الصورة من وجهة نظر الآباء،

ولكن ما يحدث معنا أننا ننسى وجهة نظر الأبناء التي عشناها نحن قبل أن نصبح آباء،،

فنلعب دور الآباء متناسين ما ممررنا به نحن مع آباءنا وننسى مشاعرنا وكمية الكبت والغضب التي كانت تحدث بداخلنا أو لو وصفناها بالعواصف النفسية لكان الأمر أيضا معقول..

عندما جالت هذا الأمور في خاطرتي،، قلت في نفسي كيف أحدث التوازن مع نفسي وأبنائي وأصل لافضل مرحلة في التفاهم معهم حسب الفئة العمرية فيهم،

مع التجربة وجدت أنه عندما أخاطب واحدا منهم حول مشكلة ما أو حدث معين، يجب أن أحدد فكرة ما أريد أن أغرسها في كل واحد منهم بما أريد لتجاوز الحدث أو المشكلة دون عوائق وخلافات وعناد،،

وابدأ الحديث عنها بالترغيب والتحبيب وأخذ الرأي منهم حولها، وهكذا حتى تقبل الفكرة مع حلول وقتها، كالشجرة التي نغرسها صغيرة، ومع الوقت تنمو وتكبر ثم تعطينا الثمرة المرجوة،

مثال: ذهاب الطفل للمدرسة بالصف الأول، ((ونحن نعلم ما يعينه ذلك من خوف الطفل لمواجهة هذا الأمر وإصرار الأهل على ذهابه وما إلى ذلك من خلافات بينهم)).

ابدأي الحديث عن هذا الموضوع قبل سنة، وخلال هذا الوقت تحدثي فيها عن المدرسة وجمالها والأصحاب والمعلمين،، وتدرجي بالفكرة حتى تصلي لمرحلة أنك سوف تتركيه وحده فيها لوقت معين، ثم تعودي لأخذه،

وبالتالي يجب أن لا يبكي ويكون كبيرا على قدر من المسؤولية،، صدقيني أختي الكريمة لقد فعلت ذلك مع أبنائي وعندما حان الوقت لذهابهم للمدرسة كانوا متحمسين جدا،

ولم يبك أي منهم، بل على العكس كانوا يستغربون ممن كان يبكي من الأطفال، ومرت المسألة على خير، وبنتائج إيجابية كثيرة..

مثال آخر: تعليم الطفل أن لكل واحد حقا ووقتا خاصا له..

منذ أن يبدأ الصغير بالإدراك لما حوله أبدأ بالحديث معه أن لكل شيء وقتا، فعندما يريد أن يلعب معي مثلا، أقول له أن هذا وقت الدراسة لأخوانه أو مثلا هذا وقت الأكل،،

مع تحديد نوع النشاط المطلوب وأحدثه بهدوء وعقلانية، حتى لو ثار وغضب مع الوقت سيفهم أن هذا أمر واقع ولا يجادل بعدها،، وبالتالي عندما رزقني الله بطفل آخر ورائه،

كان لا يغار من البيبي إلا في الحدود الطبيعية، لأن الوقت المخصص لرعاية البيبي من حق البيبي، وعندما انتهي منه أقول له حان وقتك وأعطيه كل الاهتمام المطلوب له ليشعر بالعدل والإنصاف..

طبعا لإنني خلال فترة حملي طوال التسعة أشهر كنت أحدثه عن البيبي وماذا سأفعل معه، حتى ذهابي للمستشفى كنت أقول له ماما ستذهب للمستشفى وسأبقى فيه قليلا وستنام أنت في البيت مع بابا وإخوانك،،

يعني شرحت له الفكرة من كل نواحيها مع توالي الأيام والشهور، لحين حدوث الحدث المطلوب بإذن الله تعالى، كان طفلي يكون عنده إشباع للفكرة وتقبل تام لها..

خلاصة القول::

حاولي قدر المستطاع أن تهيئي طفلك لما سيمر به من مراحل عمرية وأحداث الحياة المعروفة قبل وقت حدوثها بوقت طويل وكاف،

ذلك سيخفف عنك ويسهل على نفسية الطفل،، وسوف يكون على قدر المسؤولية وستفاجأين بقوة طفلك وتحمله للمسؤولية المتوقع حدوثها بطريقة سهلة وسلسلة ودون تعقيد،

ودون دخولنا في حوارات وجدل وعناد مع الطفل، ونختصر الكثير من الجهد، ونصل لعلاقة سلسلة مع طفلنا، تكون وثيقة مع مرور الايام..


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.