وبـالعكس تـمامــاً ذلك الإنـسان الـذي يفـور لأتـفـه الأسباب، ويهـيج لأسخـف الأمور، فـإنـه يُعتـبر إنـساناً ضعيف الشـخـصية، ضعيف العقـل وضعيف الإرادة.
يقـول علـماء النـفـس: "إن الإنـسان الذي يغـضب لأتـفـه الأسباب هو إنـسان ركيك الشـخـصية".
فـالإنـسان الهادئ هو الـذي يستـطيع أن يفـوز بـقـلـوب الآخـرين..
الهدوء بـكـل ما يعنيه من معنـى قـادرٌ على صنـاعة العجائب، والتـأثير في النـفـوس الغـليظـة.
العنـف يولّـد العنـف، والغـضب يولّـد الغـضب، أما الهدوء فـإنـه يطـفئ الغـضب كما يطـفئ الماءُ النـارَ.
كن هادئـــاً في تـعاملك مع الآخـرين، واستـخـدم لـباقـتـك مع المسيئين إلـيك، وتـكلـم بـعبارات رزينـة وودية؛ فـهذا هو أقـصر الطـرق لكسب الآخـرين ونَـيْل إعجابهم.
كن هادئــاً تـصـنـع المعجـزات، ولا تـنـسَ: أنـت المسؤول عن طـريقـة معاملـة النـاس لـك، عبِّر عن غـضبـك، ولـكن بـحكمة، فـإن كان ولا بد من العتـب فـبـالحسنـى {وجادلـهم بـالـتي هي أحسن}؛ فقدوتنا وإمامنا الذي بعثه الله إلينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور عندما نزل إليه الوحي وكُلّف بالرسالة ماذا فعل؟ بكل هدوء جمع قومه، وبعد أن التفُّوا حوله.. الآن كيف يبلغهم هذا الأمر العظيم الذي كلفه به ربه من بين خلقه؟ جاء لهم من الصفة التي كانوا يحبونها ويصفونه بها، ألا وهي الصدق، فقال لهم: "ألا وأخبرتكم
بأن قوماً سوف يعتدون عليكم وراء هذا الجبل – أو في ما معنى ما قال – أتصدقونني؟" قالوا نعم، فأخبرهم بما أُرسل به من دين كامل ينير لهم دنياهم، وجزاؤهم عند ربهم جنات الخلد التي أُعدت للمتقين.
ولكن ماذا كان الرد منهم؟ لو تحدثنا عما حصل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما كفتنا كتب تُؤلَّف لهذه الشخصية العظيمة بحسن وفنون التعامل مع الأمة بهدوء الأخلاق؛ فصنع من حياته قدوة لنا نقتدي بها في كل تعامل في حياتنا.. فهنيئاً لنا بهذا النبي
الذي كان نبراساً لهذه الأمة من ذلك الزمن إلى الآن.. كان حليماً صبوراً هادئاً كريماً، ومن أين له تلك الصفات؟ إنه خُلق الإسلام.
الهدوء يصنع أخلاقك؛ فليكن الهدوء في حياتنا بداية صبرنا على المصائب والأقدار وتحمُّلنا متاعب دنيا يُزيِّنها لنا عدوُّنا الشيطان.. فكن جميلاً لتكون حياتك أجمل.
بقلم علي الحارثي
يعطيك الف عافيه
]
طرررح جميل
تسلم دياتك يالغلا
]