فإن من الواجب اللازم على أولياء الأمور اتخاذ أسلوب الجدية في تربية الأبناء لكي ينشأ جيلاً قوياً متحملاً للمسئولية ولديه إحساس بواجبه نحو إخوانه المسلمين في الداخل والخارج من أمر بمعرف ونهي عن منكر
وتقديم يد العون لهم بالمساعدات الحسية والمعنوية إما بالمال أو الجهد في تبليغ هذا الدين والحرص كل الحرص في تنمية الشعور لدى أبنائنا أنهم جزء من الأمة الإسلامية وعضو منها ويلزمهم واجبات اتجاه هذه الأمة لكي تنهض وتستعد لمواجهة الأعداء الذين يتربصون بنا فإن أبناءنا هم عماد الأمة والطاقة الشابة التي نرجو أن تكون همهم عالية في السعي لردع أعدائنا وحماية ديننا والنهوض بأمتنا وأني جعل الله على أيديهم لنصرة هذا الدين وإعلاء كملة الله.
ولكن الذي نراه في هذا الوقت هو التساهل والتهاون من المربين في توجيه الأبناء الوجهة السليمة وإحياء الشعور لديهم بواجبهم ليكون بهم عز الإسلام ورفعة شأنه. فلا نجد من الأولياء إلا محاولة إشباع رغبات أبنائهم من الأكل والشرب والملبس وغير ذلك من الحاجات الدنيوية والمبالغة في صرف الأموال لتوفيرها.
ولا نقول إن ذلك محرم ولكن المبالغة فيه تخرج جيلاً لا يحس ولا يهتم بنفسه وتلبية رغباتها فيصير عبداً لشهواته لا يشعر بمسئولية ولا بواجب اتجاه إخوانه.
والجدية في التربية تشمل الأبناء والبنات كل حسب ما جبل عليه فالأبناء لأبناءهم القوة الصامدة لمواجهة الأعداء وهم العتاد الذي تعتمد عليه الأمة بعد اعتمادها على الله تعالى فيجب تربيتهم على القيام بحقوق الله تعالى عليهم وعدم التهاون فيها وأول ذلك الصلاة التي هي عماد الدين وجعلها أكبر همهم والحرص على أدائها على أكلم وجه من الصغر وتعظيم شأنها في نفوسهم وما يليها من شعائر هذا الدين من زكاة وصيام وحج وجميع التكاليف الدينية
والبنات هن مربياتٍ ومحاضن للأجيال القادمة وهن عماد الأسرة المسلمة فالواجب تربية الشعور لديهن بأهمية موقعهن في الحياة ومسئولتيهن في قيادة المجتمع وحمايته من الفساد ويحرصهن على الستر والعفاف وعدم الاهتمام بتوافه الأمور والاهتمام بالحياة الأسرية والشعور بتحمل المسئولية.
وهذا يبدأ منذ الصغر حيث ننمي هذا الجانب في حياة الطفل على حسب عمره حتى تُخرج نساءً ورجالاً أقوياء يتحملون المسئولية ويكونون صرحاً شامخاً صامداً أمام أعداء الدين.